التعليم كيف يؤثر على تطور الشعوب - العلم نور

جديد

{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }

السبت، 2 مايو 2020

التعليم كيف يؤثر على تطور الشعوب


التعليم كيف يؤثر على تطور الشعوب


التعليم كيف يؤثر على تطور الشعوب
التعليم كيف يؤثر على تطور الشعوب


"العلم يرفع بيوتا لا عماد لها ......والجهل يهدم بيوت العز والكرم" هذه المقولة وليدة أفكار الشاعر المصري الكبير "حافظ إبراهيم"، والذي رأى قدرة العلم على بناء بيوت لم تكن موجودة، وقدرة الجهل على هدم تلك القصور الموجودة، وبيان مدى صحة وخطأ تلك العبارة هو ما سنقوم به في هذا المقال.








أثر التعليم في النهوض بالأخلاق

إذا تعلم الطفل وهو في صغره القيم المجتمعية والدينية التي تفرض عليه الالتزام بالصدق وتجنب الكذب والحفاظ على علاقة طيبة مع زملائه ومع جيرانه واحترام الكبير والعطف على الصغير، وطاعة والديه، وغيرها من الخصال الحميدة؛ فإنه سينشأ عليها وتصبح هذه القيم من ضمن صفاته عندما يبلغ.
إذا أحسنا تعليم الأطفال وهم في مرحلة الطفولة؛ فإنما سنحصل على جيل ملتزم وخلوق، أو على الأقل ستكون هذه هي الصفات الخاصة بأغلبية الجيل، والمثال على ذلك دولة اليابان التي نرى فيها التزاماً كبيراً بالآداب والسلوكيات العامة واحترامهم لبعضهم البعض، وكل ذلك نتيجة لاهتمامهم بالتعليم؛ فدولة اليابان تعد من أفضل الدول حول العالم من حيث التزام شعبها بالمنظومة الأخلاقية الخاصة بالمجتمع.

أثر التعليم في النهوض بالاقتصاد

إذا تم الاهتمام بالتعليم؛ فإننا سنحصل على مهندس ناجح وعامل ناجح، وهو ما يعني إنشاء مصانع ذات كفاءة عالية قادرة على العمل بالصورة المثلى، وهو ما يعني النهوض بالصناعة، والصناعة هي أساس النهضة بالمجتمع؛ فكون الدولة قادرة على تصنيع منتجاتها بنفسها وتصدير الفائض إلى الدول الأخرى يعني زيادة في حجم الدخل القومي للبلاد، وهو ما يعني تحسن الاقتصاد ومعه تتحسن الأحوال المعيشية.
بجانب تحسن الصناعة فإن التعليم يؤدي إلى تحسن الزراعة كذلك؛ فالزراعة مرتبطة بشكل كبير بقدرة الإنسان الهندسية على معرفة كمية المياه التي تحتاجها التربة، وما هي المحاصيل المطلوبة أكثر من غيرها، وما هي المناطق الأنسب لزراعة كل نوع من هذه المحاصيل.
التجارة تتحسن نتيجة لتحسن قطاع الزراعة والصناعة وهو أمر طبيعي؛ فمع تحسن الزراعة والصناعة يصبح لدى البلاد فائض من المنتجات التي لا تحتاجها وبالتالي يتم تصديرها خارج البلاد من أجل الحصول على المقابل المادي المناسب، وهو ما يعني زيادة النشاط التجاري للدولة، وكلما تحسن النشاط التجاري للدولة كلما تحسن اقتصاد البلاد خاصة إن كانت أغلب التجارة في صورة صادرات.
إذا أردنا الأمثلة على ذلك فسنجد الكثير والكثير من الأمثلة؛ فهنالك مثلاً دولة كوريا الجنوبية التي كانت مدمرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ولكن بفضل اهتمامها بالتعليم أصبح لديها القدرة على تصنيع الكثير من المنتجات التي تعتبر هي الدولة صاحبة الريادة فيها حالياً، والمثال على ذلك مصانع السيارات ومصانع الهواتف المحمولة؛ ففي المجال الأول يوجد عملاق السيارات "هيونداي"، وفي مجال الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية بوجه عام يوجد العملاق الأخر "سامسونج".
بجانب كوريا الجنوبية نجد النمور الأسيوية وأشهرها دولة "ماليزيا" والتي استطاعت خلال فترة قصيرة تحويل اقتصادها الضعيف والمتهالك إلى اقتصاد قوي، وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم.

أثر التعليم في النهوض بالصحة

ما يحتاجه الإنسان بشدة في هذه الحياة هو: المأكل والملبس والصحة؛ فأما المأكل والملبس ينتجان عن الاهتمام بالاقتصاد والثالثة فتنتج عن الاهتمام بالتعليم؛ فالتعليم وحده هو القادر على النهوض بالقطاع الصحي في الدولة، فنهوض التعليم يحدث نتيجة للاهتمام بتخريج الأطباء الأكفاء والممرضين الملتزمين، وهو إذا تحقق يعني وجود قطاع صحي قوي.
المثال على ذلك دولة كوريا الجنوبية التي تعتبر هي الدولة الرائدة في المجال الطبي حيث تحتوي على أكبر عدد من الأطباء ذوي الكفاءة العالية في العالم.
وبذلك نجد أنَّ التعليم يؤثر بشكل كبير جداً على تطور الشعوب في شتى مناحي الحياة، وأنَّ مقولة شاعر النيل في بداية المقال لم تكن خاطئة على الإطلاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق