التعليم الذاتي - العلم نور

جديد

{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }

السبت، 15 فبراير 2020

التعليم الذاتي


التعليم الذاتي


التعليم الذاتي
التعليم الذاتي

يعاني الكثيرون منا من فقدان الشغف أثناء عملية التعلم الروتينية، وذلك بجانب الكسل خاصة عند الذهاب للمدرسة أو الكلية في الصباح الباكر، ولكون الالتزام بعملية التعليم تلك مسألة ضرورية للحصول على الشهادات في عالمنا العربي؛ فإن أغلب الأطفال والشباب يجبرون على الالتزام بها في سبيل الحصول على الشهادة التي تمكنهم من العمل في الوظيفة التي يحلمون بها فيما بعد، وغالباً ما يميل أولئك الشباب إلى التوقف عن الاطلاع أو القراءة بمجرد انتهاء دراستهم، وهو ما جعل من دولنا العربية هي الشغل للمراكز الأخيرة في تصنيف الشعوب المثقفة، وفي السنين الأخيرة بدأت هذه المشكلة تلقي صدى من جانب بعض الكليات ومؤسسات التعليم العالي العربية ليعتمد عدد منها على ما يسمى ب "التعليم الذاتي"، وهو ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

تعريف التعليم الذاتي

إن التعليم الذاتي هو نوع من أنواع التعليم، والذي يعتمد بشكل أساسي على رغبة المتعلم في التعلم والاطلاع، وهو مخالف للتعليم التقليدي في عدة نقاط وهي:
·       لا يتلقى المتعلم كافة المعلومات عن طريق المعلم، وإنما يقوم بالاعتماد على نفسه في الاطلاع على مختلف الكتب والمراجع في المجال الذي يدرسه، ويقتصر دور المعلم على القيام بعملية التوجيه فقط؛ فلا يتدخل للقيام بشرح المنهج كاملاً كما هو الحال في التعليم التقليدي، ومن الممكن أن يساعد المعلم في شرح بعض الجزيئات التي يصعب على الطالب فهمها بمفرده.
·       يقوم المتعلم بتحديد المنهج الخاص به تبعاً للمجال الذي اختار أن يتخصص فيه؛ فإذا كان المتعلم قد اختار الحصول على دبلومة في مجال الكهرباء مثلاً؛ فإنه بإمكانه الاطلاع على أية مراجع في الكهرباء يرغب في الاطلاع عليها طالما أنه سيستفيد منها ويقدر على فهمها، ويأتي الامتحان في النهاية في أهم النقاط العامة الواجب معرفتها من قبل الحاصل على الدبلومة.
·       الامتحانات تأخذ شكلاً مغايراً للغاية في التعليم الذاتي؛ فقد يعتقد أن الامتحان أكثر سهولة هنا، ولكن من وجهة نظري الامتحان هنا أكثر فائدة للمتعلم؛ فالامتحانات التي تقرّها الأنظمة التقليدية غالباً ما تكون بهدف معرفة مقدار ما قام المتعلم بحفظه من كتب ومراجع على عكس الامتحانات في نظام التعلم الذاتي، والتي تعتمد على قياس مقدار ما فهمه المتعلم من الكتب والمراجع التي قرأها؛ فما حُفظ حتماً سينسى مع مرور الزمن، ولكن ما يتم فهمه لا يكون أي زمن قادراً على محوه.
·       الرغبة في التعلم نابعة من المتعلم نفسه؛ فلا يكون هناك إجبار من جانب أي شخص له على التعلم؛ فيختار المجال الذي يريده، ويقرأ المراجع التي يريد؛ فأين الإجبار في ذلك؟





أسس التعليم الذاتي

إن التعليم الذاتي يقوم على مجموعة من الأسس، والتي تتمثل في:
·       الفروق الفردية بين المتعلمين هي العامل الأساسي الواجب مراعاته في هذه العملية؛ فليس كل المتعلمين مالكين لمقدرة الحفظ ذاته، أو لملكة الفهم.
·       الاهتمام بالحفاظ على التسلسل المنطقي للعملية التعليمية.
·       وجود توجيه دائم من قبل المعلمين المشاركين في عملية التعلم الذاتي، مع وجود دعم لهم لحثهم على الاستمرار بالتعلم، وتجنب اليأس أو الملل.
·       العمل على تجزئة المواد العملية المفروضة على المتعلم إلى أجزاء صغيرة؛ وذلك حتى لا تكون عملية التعلم شاقة على المتلقي، أو يفقد جزءاً من شغفه أثناء تلك العملية.
·       توفير حرية كاملة للمتعلم في اختيار المواد التي يرغب في تعلمها.

فوائد التعليم الذاتي

 كما ذكرنا فإن للتعليم الذاتي العديد من الفوائد، ونذكرها بإيجاز فيما يلي:
·       قتل الملل.
·       جذب انتباه المتعلم.
·       التركيز على الفهم، والتقليل من الحفظ.
·       تعزيز مفهوم الاعتماد على النفس في دراسة وفهم المراجع والكتب.
·       جذب شرائح أكبر من الأميين أو من لم يكملوا تعليمهم، فهم من فشلت الأنظمة التقليدية في جذبهم للتعلم أو حتى الحفاظ عليهم ضمن إطار العملية التعليمية إما لرتابة التعلم أو لظروف أخرى، وبالتالي يمثل التعلم الذاتي الفرصة الذهبية لهم للحاق بالركب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق