الانضباط الذاتي - العلم نور

جديد

{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }

الأحد، 21 يونيو 2020

الانضباط الذاتي


الانضباط الذاتي


الانضباط الذاتي
الانضباط الذاتي


هل تملك أدنى فكرة عن الانضباط الذاتي؟ لا بأس إن كانت إجابتك بلا؛ فلا عيب في ذلك، ولنبدأ الحديث بتساؤل فلسفي بعض الشيء ألا وهو الفارق فيما بين الشخص الملتزم والمنفلت؛ فكلاهما يتمتع بالعقل الذي ميزهما الله به عن الحيوانات، ولكن ما الذي جعل أحدهما يخالف القواعد العامة الموضوعة من قبل الدين والمجتمع والآخر التزم به حتى في أحلك الظروف، الإجابة ستكون الانضباط الذاتي، والذي سيكون محور الحديث خلال ما هو قادم من سطور.

تعريف الانضباط الذاتي

يتم تعريف الانضباط الذاتي على أنه قدرة الشخص على التحكم في شهواته وانفعالاته بحيث يبقى محافظاً على العادات والتقاليد والأعراف الموجودة في المجتمع، والتي فُرضت أغلبها من خلال الدين أو من خلال القانون.

صعوبة تحقيق الانضباط الذاتي

ليس الانضباط الذاتي بالأمر الهين إن كان خُيِّل إليك ذلك من خلال التعريف، وإنما هو أمر غاية في الصعوبة، ويوجد من الدين الإسلامي ما يثبت صحة ذلك، فحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-الذي يقول فيه: "ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" هو خير دليل على صعوبة ضبط النفس والتحكم بها خاصة عند الغضب والانفعال، وإلا لما كان اختص الرسول هذه الحالة في حديثه الشريف؛ ولهذا السبب فإننا سوف نوضح عدد من الخطوات التي ما أن يلتزم بها الشخص، فإنه سوف يستطيع أن يتقن الانضباط الذاتي مهما كانت الظروف أو المواقف التي يتعرض لها خلال يومه.








خطوات الوصول إلى الانضباط الذاتي

سوف نأخذ تلك الخطوات بصورة مرتبة منذ الاستيقاظ من النوم صباحاً وحتى الخلود إليه مساءً.

أولاً: وضع خطة يومية

كثير من الناس يحبون الارتجال، ونسبة لا بأس بها منهم ينجحون في تحقيق ما يريدون من خلال الارتجال، وهو ما شهده كثير منا في كثير من المواقف، ولكن هؤلاء سعيدو الحظ ممن يوفقهم الله في أغلب خطواتهم، ولكن ماذا تفعل إن كنت من غير المحظوظين؟ عليك أن تضع الخطة التي تضمن لك تحقيق الهدف الذي تريده، ويفضل أن تكون تلك الخطط يومية أي أن كل يوم له خطته الخاصة؛ وذلك لوجود احتمالية كبرى لتغير المعطيات يوماً بيوم؛ فمثلاً قد يمرض الإنسان في أحد الأيام؛ وبالتالي لا يكون قادراً على العطاء كما كان يتخيل عندما وضع الخطة اليومية؛ وبالتالي أنا شخصياً أحبذ وضع الخطة اليومية في الصباح أو مساءً عند الذهاب إلى النوم.
يجدر بنا الإشارة هنا إلى بعض العادات الصحية التي من المفترض القيام بها للحفاظ على حياة صحية وذهنية سليمة، وهي ممارسة أي نوع من أنواع الأنشطة الرياضية وتناول الإفطار قبل القيام بأية مهمة أخرى، وبالطبع النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً، وهذه العادات على الرغم من كونها تبدو ساذجة بعض الشيء إلا أنها غاية في الأهمية؛ فالرياضة قد أثبتت قدرتها على زيادة التفكير بشكل صحيح بجانب التقوية من نظام المناعة، والإفطار أثبتت الدراسات الصحية أنه المصدر الرئيسي للطاقة طوال اليوم.

ثانياً: الثقة بالنفس

ما فائدة الخطط اليومية إن لم يكن الإنسان متأكداً من قدرته على تحقيقها، فالخطة قد وضعت لكي تُحقَق، ولهذا فإننا ننصح في بادئ الأمر بوضع خطط بسيطة سهلة التحقيق، ومن ثم التدرج فيما بعد بصعوبة تلك الخطط حتى نصل إلى الخطط التي يحتاج تحقيقها إلى نوع من أنواع التحدي، ولكن في كل الأحوال يجب أن نراعي كون تلك الخطط واقعية ممكنة التحقيق؛ فلا يمكن مثلاً أن تكون خطتي اليومية سداد كافة ديوني؛ فهذا أمر غير طبيعي وغير ممكن، ولكن الممكن هو تقسيم الدين إلى أجزاء بحيث يكون هدفي اليومي هو سداد تلك الأجزاء، وبصورة تدريجية نجد أن كامل الدين قد تم سداده.

ثالثاً: العمل الجاد

العمل الجاد له وقع عظيم في عملية تحقيق الانضباط الذاتي؛ فكونك تذهب كل يوم للنوم وأنت مدرك أنك قد فعلت كل ما بوسعك في سبيل تحقيق ما تريد، وأنك لم تبخل بقطرة عرق واحدة لهو أمر مفيد للغاية في سبيل تحقيق الرضا عن النفس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق