خريطة العالم تخدعك

خريطة العالم تخدعك

خريطة العالم تخدعك

هل نظرت من قبل إلى خريطة العالم وتعجبت من الفارق الرهيب في المسافة فيما بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، أو الفارق فيما بين الولايات المتحدة واليابان، وعلى الرغم من هذا الفارق فإنهما قد تحاربا في الحرب العالمية الأولى؟ أو هل تعجبت من حجم بعض الدول مثل دولة روسيا مثلاً، والتي إن نظرت إليها ستجد أنها أكبر من حجم قارات بأكملها، بالفعل دولة روسيا هي الدولة الأكبر مساحة على سطح الكرة الأرضية، ولكن يا عزيزي انتبه! فقد كنت تتعرض للخداع طوال هذه السنوات، كيف ذلك؟ حسناً سأجيب عليك خطوة بخطوة، ما عليك سوى المتابعة معي. حسناً! هيا بنا.

الأرض كروية أم مسطحة؟

هل سمعت من قبل عن بعض الادعاءات التي ظهرت وانتشرت في السنوات الأخيرة عن كون "الكرة" الأرضية مسطحة، وأن ما يتم نشره من صور وفيديوهات عن كروية الأرض ما هي إلا جزء من مؤامرة كبرى لا تهدف إلا لخداعنا؟  لا تستغرب كثيراً فهناك تيار بل منظمة كاملة تسمي نفسها منظمة أتباع نظرية الأرض مسطحة، ولكن دعونا لا نتطرق لذلك الموضوع الأن؛ فما يهمنا هو معرفة كيف يتم خداعنا من قبل خريطة العالم، أليس كذلك؟

حسناً استكمالاً لحديثنا؛ فالأرض كروية الشكل، وهي في الواقع أقرب للشكل البيضاوي، ولكن لنعتبر أن الكرة كروية، كيف سنقوم بتمثيل تلك الكرة على ورقة! في الواقع يوجد أكثر من طريقة من ضمنها الطريقة والخريطة الأكثر شهرة على الإطلاق، وهذه الطريقة تسمى "Mercator Projection" أي اسقاط ميركاتور، وهذه الطريقة تعتمد على تمثيل الدول ثلاثية الأبعاد على كوكب الأرض على خريطة ورقية ثنائية الأبعاد، وهنا تم خداعنا.

كيف تخدعنا خريطة العالم؟

إن خريطة العالم تخدعنا ليس عن قصد وإنما هي مرغمة على ذلك؛ فكما قلنا من قبل عندما يتم تمثيل الدولة ثلاثية الأبعاد على خريطة ورقية ثنائية الأبعاد؛ فإنه يحدث انحراف للأبعاد الخاصة بتلك الدولة، بمعنى أن دولة مثل روسيا مساحتها تبدو على الخريطة ضعف مساحة القارة الأفريقية مرتين أو ثلاث مرات، ولكنها في الحقيقة تمثل ما يفوق نصف مساحة أفريقيا بالشيء القليل، والأمر نفسه بالنسبة لدولة جرينلاند الموجودة بجوار القطب الشمالي والتي تبدو مساحتها على الخريطة أكبر من مساحة دول كثيرة، ولكنها في الواقع أكبر من مساحة جمهورية مصر العربية بالشيء اليسير، بل هي تقريباً في نفس مساحتها.

إذاً كل ما رأيته على خريطة العالم هو خداع!

ليس الأمر كذلك، ولكن يمكننا القول أنَّ كل ما نراه على الخريطة هو تقريب لما تبدو عليه خريطة العالم في الواقع، فالدول المتجاورة على الخريطة ثنائية الأبعاد هي متجاورة في الحقيقة كذلك، ولكن المساحة الخاصة بتلك الدول ليست هي نفسها.

كما أن هناك بعض الدول المتقاربة على الكوكب لا تبدو كذلك على الخريطة، وإنما تبدو متباعدة تماماً؛ فمثلاً الولايات المتحدة وروسيا جارتان، أكنت تتوقع هذا؟ بل إنه من الممكن أن ترى جبال ألاسكا الجليدية الواقعة في الولايات المتحدة من الجانب الروسي.

كذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة والصين؛ فالفارق بينهما هو المحيط الهادي فقط، ومن بين الدول المتقاربة أيضاً القارة الأسترالية وأمريكا الجنوبية، وهو ما لا يظهر على الخريطة.

ولهذا فإننا يمكننا القول أنَّ الخريطة التي كبرنا ونحن ندرسها هي بالفعل تقوم بخداعنا، ولكنها لا تخدعنا متعمدة، وإنما هي تخدعنا رغماً عنها، وإن أردنا أن نحصل على التمثيل الأفضل لتلك الخريطة؛ فإنه ينبغي علينا أن نقوم بشراء مجسم كروي للكوكب، ومن ثم معرفة العلاقات الصحيحة بين الدول وبعضها البعض.