مهاتما غاندي - العلم نور

جديد

{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }

الجمعة، 27 مارس 2020

مهاتما غاندي


مهاتما غاندي



مهاتما غاندي
مهاتما غاندي

هناك بعض الأشخاص الذين يسعون طوال حياتهم إلى المال والاستمتاع به لأنفسهم، وهناك من يناقضهم ويضيع حياته بكاملها في سبيل الحصول على الحرية له ولباقي أفراد وطنه، ولا يجوز هنا أن نقول "يضيع" وإنما "يحسن استغلال"؛ فلا توجد أية وسيلة أخرى أفضل للحياة؟

ميلاده

ولد مهاتما غاندي في الثاني من أكتوبر من العام ١٨٦٩، وذلك في مدينة بورباندار الهندية والتي كانت مثلها مثل الهند "بل حتى معظم أنحاء العالم" خاضعة للاحتلال بواسطة المملكة البريطانية، وذلك في عائلة لها تاريخ سياسي حافل، حيث كان والده وجده هما الشاغلان لمنصب رئيس وزراء إمارة بوريندر، وكانت للعائلة الكثير من المشاريع التجارية في مختلف الأماكن والمجالات، ولكون التقاليد المحلية في ذلك الوقت كانت تقضي بالزواج في الصغر؛ فإنه قد تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره فقط!
لذا يمكننا القول أنَّ الطفل غاندي لم يعش طفولته كما ينبغي، وحمل المسؤولية منذ صغره.










دراسته

سافر غاندي إلى العاصمة البريطانية "لندن" وهو في الثالثة عشرة من عمره، وذلك حتى يدرس القانون، ويخلف والده في المناصب، ولم يعد إلى بلاده إلا بعد أن نال الشهادة الجامعية التي تؤهله لممارسة مهنة المحاماة في بلاده، وكان ذلك بعد ثمان سنوات من سفره إلى لندن، وبالتحديد في العام ١٨٩٠.
غاندي المحامي صدم بعد عودته بوفاة والدته، ولم ينجح في العمل في وظيفة مناسبة له في الهند؛ فانتهز أولى الفرص التي جاءته وعمل لدى إحدى المؤسسات الهندية الناشطة في جنوب إفريقيا والتي كانت مستعمرة بريطانية كذلك.
في جنوب أفريقيا، شعر المهاتما غاندي بالظلم مما تعرض له وشهده من تفرقة عنصرية طالته هو شخصياً، ويذكر حفيده أن من أكثر المواقف التي أثرت في جده بصورة كبيرة هو طرده من على متن قطار لركوبه في الدرجة الأولى، وهو ما كان يمنعه قانون الفصل العنصري في ذلك الوقت؛ حيث كان من الممنوع على غير الركاب الإنجليز من ركوب الدرجة الأولى من القطارات، ولكن غاندي لم ينتبه للأمر، وحجز تذكرة من ماله الخاص، وركب في الدرجة الأولى؛ فقام أحد الركاب الإنجليز بالتبليغ عنه، على الرغم من كون غاندي متأنقاً ومرتدياً لبدلة باهظة إلا أنه تم طرده بصورة مهينة.

كفاحه السياسي

نتيجة لما لمسمه من ظلم في جنوب أفريقيا، وما وجده في بلاده أيضاً؛ فإن مهاتما غاندي قد طالب بضرورة الاستقلال عن المملكة المتحدة البريطانية، واعتمد في ذاك على الأسلوب السلمي الذي سيكون رائداً له فيما بعد.
قام غاندي بعد حادثة القطار بتأسيس ما يعرف ب "مجلس ناتال التشريعي"، وهو الذي طالب بمكافحة التمييز، وعند عودة غاندي للهند تم إخباره بوجود مشروع قانون يقضي بحرمان الهنود من التصويت في الانتخابات، فظل غاندي في الهند حتى يتصدى لذلك القانون الذي مر في النهاية رغماً عنه وعن باقي الهنود، إلا أنه قد برز نجم غاندي خلال تلك الاعتراضات.
في العام ١٩٠٦ قام غاندي بتنظيم الحملة الأولى للعصيان المدني في جنوب أفريقيا، والتي تم تسميتها "سات يغراها"، والتي تعني بالهندية الحقيقة والشدة، وذلك رداً على القرار الذي أصدرته بريطانيا والذي يقضي برفض الزواج الهندوسي وعدم الاعتراف به.
وتم سجن غاندي في العام ١٩١٣ نتيجة للاحتجاجات التي قام بها والتي استمرت لسنوات في إزعاج المحتل البريطاني، خرج غاندي من السجن في العام ١٩١٤ مقابل خروجه من جنوب أفريقيا، وتوجه بعد ذلك إلى إنجلترا التي لم يلبث طويلاً بها وغادرها في العام التالي مع اشتعال الحرب العالمية الأولى.
توجه غاندي بعد ذلك للهند التي اشتعل بها صراع الاستقلال والذي فضل الابتعاد عنه، ولكن ومع ارتكاب المجازر في البلاد لم يدم صمت غاندي طويلاً ليشارك بشكل فعال في عمليات الاحتجاج السلمية في الهند، والتي استمرت حتى نالت البلاد استقلالها في العام ١٩٤٧. تم اغتيال غاندي على يد متطرفين هندوس في العام ١٩٤٨.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق