التلوث السمعي - العلم نور

جديد

{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }

الاثنين، 3 فبراير 2020

التلوث السمعي



التلوث السمعي



التلوث السمعي

كم شخص منا قد مر بجواره موكب زفاف يقوم المحتفلون فيه بإطلاق أبواق سياراتهم بأقصى علو لها دون مراعاة غيرهم من المارة والسكان في البيوت، وكم من مرة استيقظت من النوم فزعاً من صوت السيارات في الشوارع وهي تطلق أبواقها؟ إن ما تسمعه عزيزي القارئ من أصوات مزعجة تؤذيك وتضر بك هي إحدى أنواع التلوث، ويطلق عليها مصطلح "التلوث السمعي".

مفهوم التلوث السمعي

يمكن القول أنَّ التلوث السمعي هو نوع التلوث الحادث عندما تختلط عدة أصوات عالية ومنفرة مع بعضها البعض بحيث تعود بالأذى والضرر على الإنسان الذي تصل إلى مسامعه تلك الأصوات؛ وبالتالي قد يحدث للإنسان أضرار جسمانية أو نفسية جراء سماع تلك الأصوات.

وحتى تكون عملية قياس الأصوات المزعجة تلك هي عملية علمية؛ فإن العلماء قد قاموا بابتكار وحدة مخصصة لقياس شدة الأصوات المختلفة هذه الوحدة هي وحدة الديسيبل. حيث يتم تحديد نطاق معين لتلك الأصوات إن زادت عنه أصبحت إحدى مصادر التلوث السمعي، وهذا النطاق غالباً ما يكون فوق الستين ديسيبل. حيث أثبتت التجارب التي أجراها العلماء على البشر أن تعرضهم وبصفة مستمرة للتلوث السمعي يؤدي إلى وجود أضرار جسمانية ونفسية تلحق بهم، وهذه الصفة المستمرة تشابه تلك التي يتعرض لها سكان المدن المزدحمة، وما أكثر الزحام في بلادنا العربية!








 مسببات التلوث السمعي

يوجد العديد من المسببات للتلوث السمعي، وما سنذكره هو نقطة من بحر؛ فأهم تلك الملوثات:
·       أصوات السيارات: فالشوارع المزدحمة والمليئة بالسيارات هي إحدى أسوأ الأماكن التي لا تفضل التواجد بها أو السكن بجوارها لما سيقع عليك من أضرار جمة نتيجة سماعك للضوضاء الصادرة من أبواق تلك السيارات، وأصوات المحركات العالية، والدراجات النارية وغيرها.
·       أصوات الطائرات: إن كان حظك سيئاً وسكنت بجوار مطار فأنت بحاجة إلى تركيب سدادات للأذن؛ فصوت الطائرات مصنف كإحدى أعلى الأصوات المسموعة في العالم، وهو ما يعبر عن شدة إضراره بسمع الإنسان المستقبل له.
·       أصوات الحيوانات الضالة: تنتشر في وطننا العربي ظاهرة تواجد الحيوانات الضالة بكثرة، وخاصة القطط والكلاب، وهذه الحيوانات وبالأخص الكلاب معروف عنها علو صوت نباحها، والإقامة بشارع يشهد تواجد عدد كبير من الكلاب هو أمر مضر بكل تأكيد.
·       أصوات بعض الأجهزة المنزلية: يوجد بعض الأجهزة المنزلية والتي نحتاجها بالطبع في أعمالنا المنزلية على الرغم مما تصنعه من أصوات عالية ومزعجة، ومن بين هذه الأجهزة يوجد الخلاط الكهربائي، والمكنسة الكهربائية حتى التلفاز عندما نقوم بتعلية صوته فإنه يصبح إحدى مصادر التلوث السمعي التي بإمكانها الإضرار بسمعنا.
·       أصوات المتفجرات والألعاب النارية: يوجد بعض الأنواع الرديئة من الألعاب النارية التي تنفجر بالقرب من الأشخاص دون أن تصل لارتفاع عالي، وهذه الألعاب النارية تمثل مصدر شهير للتلوث السمعي؛ فكلما زاد قربها من الناس كلما زادت شدة صوتها، وزاد إضرارهم بمسامع الناس.

أضرار التلوث السمعي

يوجد العديد من الأضرار للتلوث السمعي، وإلا ما كان قد سمي بلفظ تلوث، ومن بين هذه الأضرار نجد:
·       أضرار بيئية: تتمثل هذه الأضرار في إيذاء الحيوانات والطيور التي تتعرض لبعض الأصوات الغريبة عليها، والتي من الممكن أن تضرها، وكمثال على ذلك فإن الباحثين في المجال البحري قد وجدوا أن أصوات المحركات التابعة للسفن تعمل على التشويش على الترددات الصادرة من الحيتان في موسم التزاوج؛ وهو ما يمنع تلك الحيوانات المهددة بالانقراض من التكاثر.
·       أضرار صحية: حيث من الممكن أن تؤثر تلك الملوثات السمعية على الإنسان فتضعف سمعه، وإذا ما استمر الإنسان بالتعرض لتلك الملوثات بصورة دائمة فإنه قد يفقد سمعه تماماً ويصاب بالصمم، وهناك من يصاب بأمراض نفسية وعقلية نتيجة لسماعة أصوات مضرة لفترات طويلة أو خلال أوقات معينة من اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق