نشأة اللغات: كيف تكونت اللغات ؟ - العلم نور

جديد

{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }

الاثنين، 4 مارس 2019

نشأة اللغات: كيف تكونت اللغات ؟


نشأة اللغات: كيف تكونت اللغات





هناك حيرة واضحة متداولة بين العلماء حول موضوع نشأة اللغات وأصلها وكيفية تكونها؛ حيث أن هناك اختلاف في وجهات النظر ينبع من عدم وجود دليل واضح على أصل اللغات أو عمرها. لقد كان هناك باع كبير للعلماء في هذا الصدد يدور حول الاستفسار عن الأسئلة التي توضح مكان وموعد ظهور اللغات لأول مرة في العالم، لذلك قاموا بوضع العديد من الفرضيات التي قد تفسر أصل ظهور اللغات على وجه الأرض. وفي هذا المقال سوف نتعرف سويا على بعض تلك الفرضيات والتي قد تجيب بعض الاستفسارات التي تثير أذهاننا بين الحين والآخر، والتي قد تكون كحجر أساس لأي أحد يريد الخوض في موضوع نشأة اللغات.

فرضيات أصل اللغة
بدأ الخوض في مضوع فرضيات أصل اللغات في عام 1861م عندما قام العالم ماكس مولر مجموعة من النظريات التي تختص بأصول اللغة وجاءت كما يلي:
§       نظرية بو-واو: وهذه النظرية تم نسبتها من قبل مولر إلى الفيلسوف الألماني هردر، والذي اعتقد أن الكلام يكون نتيجة لتقليد أصوات الطيور والحيوانات.
§       نظرية فو-فو: قامت هذه النظرية بافتراض أن الكلام يحدث نتيجة الحالات العاطفية للإنسان من فرح وحزن وألم وغيرها، حيث يعمل الكلام على تمثيل التراكمات العاطفية ويقوم الصوت بالتعبير عنها.
§       دينغ-دونغ: قامت هذه النظرية التي سماها مولر بنفسه بافتراض أن هناك تذبذب طبيعي لكل شيء، لذلك فإن الكلام عبارة عن تردد لكلمات كان يستعملها الانسان القديم.
وفي عام 1930م افترض ريتشارد باجيت نظريته التي تعرف باسم تا-تا، والتي جاء فيها أن الكلام ما هو إلى حركات اللسان المتكررة والتي تتحول إلى صوتا مسموعا في النهاية.
لقد لاقت كل هذه النظريات انتقادا كبيرا من أغلب العلماء في وقتنا هذا، تفسيرا منهم أن هذه النظريات تتبنى طريقة ساذجة وساخرة في تقديم الأفكار. في الجزء التالي سوف نقوم بعرض بعض النظريات التي وضعها العلماء من أجل محاولة معرفة أصل اللغات.

ü   نظرية لغة الأمهات
تم اقتراح هذه النظرية من قبل ويليام فيتش عام 2004م، والذي افترض أن جميع اللغات كانت في البداية لغة أمهات. وقد نتج التطور اللغوي تبعا لهذه النظرية نظرا للتواصل بين الأمهات والذرية حتى وصلت في النهاية إلى التزامن بين المتحدثين والمستمعين.
لقد قوبلت هذه النظرية بالنقد اللاذع من قبل نقاد اللغة حيث كان اعتراضهم على كون الانسان الوحيد القادر على الكلام دون باقي المخلوقات مثل القردة وباقي الحيوانات على الرغم من التواصل بينهم عن طريق الجينات مثل الانسان.

ü   الطور المشترك للطقوس/ الكلام
اتفق مجموعة من العلماء أبرزهم العالم روي رابابورت أول من قام باقتراح هذه النظرية على أن اللغة تنبع من ثقافة الانسان الداخلية، وأنه لا وجود لما يدعى بنظريات أصول اللغة. وكانوا يرون أن اللغة لا يمكن فهم اللغة دون التطرق إلى المنظومة التي تتجزأ منها اللغة وهي الآليات الاجتماعية.
وقد أوضح العلماء الذين تبنوا تلك النظرية أن الكلام لا يمكن الاعتماد عليه؛ إذ أنه يعد وسيلة للتعبير عن العواطف والمشاعر. واللغة على حسب هذه النظرية عنصر فرعي ظهر نتيجة للتطور المستمر الحادث للإنسان منذ الأزل. وقد قام العالم نعوم تشومسكي بنقد هذه النظرية اعتقادا منه أنها قامت بتهميش اللغة.

ü   النظرية الإيمائية
تفترض هذه النظرية أن اللغة تطورت من الايماءات التي كانت تستخدم للاتصال، حيث أن حركات اليد والفم تنشأ عن طريق مناطق معينة في قشرة الدماغ. وقد وجد أن هناك علاقة بين اللغة الايمائية واللغة اللفظية حيث أن كلاهما ينشأ من أنظمة عصبية مماثلة. تعتبر النظرية أن الكلام كان في البداية يتم التعبير عنه بواسطة حركات الجسد ولكن من التطور المستمر للإنسان أصبحت الحاجة ملحة إلى استخدام الرسائل الصوتية والاعتماد عليها بشكل أساسي وبذلك كان ظهور اللغات.

اختلفت النظريات والفرضيات التي تم وضعها من قبل الباحثين في موضوع أصل اللغات وكيف نشأت اللغات ولكنها تبقى غير مثبتة فعليا حتى الآن وتظل محط أنظار الكثيرين في هذا المجال.


وختاما نتمنى أن يكون الموضوع نال إعجابكم ونهلتم منه الفائدة المرجوة... بالتوفيق للجميع ...^_^



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق