مشكلة الحضارة - العلم نور

جديد

{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }

الاثنين، 13 مايو 2019

مشكلة الحضارة


مشكلة الحضارة




    لقد أصبحت الحضارة الملاذ الآمن للنقاد في العصر الحديث حيث يعد التصادم المباشر بين الحضارات أو ما يعرف بصراع الحضارات أحد أكثر القضايا انتشارا في هذا الوقت؛ وذلك نظرا لتنوع الأفكار والتقاليد التي تتبناها كل حضارة والتي تكون مختلفة عن باقي الحضارات الأخرى. أصبحت كل حضارة من تلك الحضارات تعكس مجموعة من المذاهب الفلسفية التي تميزها عن باقي الحضارات الأخرى، وذلك بهدف اثبات الوجود بما يناسب الوضع العالمي الحالي. وفي هذا المقال سوف نتعرف سويا على مشكلة الحضارة مرورا بمفهومها وأسس بنائها.


مفهوم الحضارة
        إذا نظرنا إلى مفهوم الحضارة بشكل عام نجد أنها تشير إلى العادات والتقاليد والقيم التي بامتلاكها تستطيع كل أمة أن تتميز عن غيرها. ويأتي مفهوم كلمة الحضارة في معاجم اللغة العربية على أنها الإقامة في الحضر وذلك على خلاف البادية، وإذا أردنا تدارك مفهوم الحضارة في الاصطلاح نجد أن العديد من الفلاسفة اتجهوا إلى تعريف الحضارة، ومن هذه التعريفات ما يلي:
     -        مالك بن نبي عرف الحضارة على أنها: "مجموعة من الشروط الأخلاقية والمادية التي تتيح لمجتمع معين أن يقدم لكل عضو من أعضائه في كل طور من أطوار وجوده منذ الطفولة إلى الشيخوخة المساعدة الضرورية له في هذا الطور أو ذاك من أطوار نموه".
     -        وقد عرفها إبراهيم مدكور على أنها: "الحضارة ضد البداوة، وتقابلها الهمجية والوحشية، وهي مرحلة سامية من مراحل التطور الإنساني".
     -        بينما عرفها أندريه لالاند على أنها: "مجموعة ظواهر اجتماعية مركبة ذات طبيعة قابلة للتناقل، تتسم بسمة دينية، جمالية، فنية، تقنية أو علمية، ومشتركة بين كل الأجزاء في مجتمع عريض أو في عدة مجتمعات مترابطة".









أسس بناء الحضارة
    يوجد ثلاثة عوامل أساسية لبناء أي حضارة العامل الأول والذي يعد أهم هذه العوامل وهو العامل البشري أو الانسان، فهو السبب الأول والأخير لقيام أي حضارة، وبعد ذلك تأتي الأرض، والذي يتبقى بعد ذلك هو عامل الزمن أو الوقت والذي يستغرقه الانسان من أجل الاستفادة المثلى من هذه الأرض للتمكن من بناء حضارة عريقة. وقد اتجه المؤلفين في كتاباتهم إلى التنويه عن أهمية وجود العقيدة الدينية وترسخها في المجتمع من أجل قيام تلك الحضارة؛ حيث أنها تعد حلقة الوصل التي تمزج هذه العوامل ببعضها.
       
  وتعد عملية إعادة البناء سواء كان بناء الانسان أو بناء المجتمع أهم الأسس اللازمة للربط بين الانسان والمجتمع، وذلك من أجل إعادة التشكيل والتجديد المستمر للحضارة بما يتناسب مع طبيعة العصر، ودائما ما يكون الانسان هو العنصر الأساسي لقيام جميع الحضارات بمختلف أنواعها وثقافاتها.

مشكلة الحضارة
   يتعلق مقياس الحضارة بثلاثة أقسام رئيسية أوردها مالك بن نبي في كتابه مشكلات الحضارة، أول هذه الأقسام هو وجود مجتمع للأفكار يكون منبعه الاحتياجات الروحية التي بثتها الفكرة الدينية بين ثنايا المجتمع، وننتقل من عالم الأفكار بالتدريج إلى القسم الثاني وهو الاحتياجات العقلية والتي يمكن تلبيتها نتيجة التطور الفكري والذي يؤدي في النهاية إلى بناء مجتمع مترابط سواء كان هذا الترابط داخلي أو خارجي، ونتيجة لهذا التوسع والانفتاح الفكري وامتداد الروابط الخارجية تبدأ مشكلة الحضارة. حتى نصل في النهاية إلى القسم الثالث الذي يمثل المرحلة المميتة وهي مرحلة انهيار الحضارة والتي تحدث نتيجة للسلب الحضاري للإنسان وشعوره بالانهزامية المطلقة، وهذا كله يحدث نتيجة التفكير بعقلية الآخر أو تقنص هويته، وأحد أسباب انهيار الحضارة العربية بوجه عام ومشكلة الحضارة الإسلامية بوجه خاص؛ هو ذلك الإرث الاجتماعي الذي يورث الفرد أفكاراً خاملة، والتي دفعته إلى التفكير بالعقلية الغربية دون التفريق بين كلتا الهويتين.





وختاما نتمنى أن يكون الموضوع نال إعجابكم ونهلتم منه الفائدة المرجوة... بالتوفيق للجميع... ^_^ 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق