قصة نجاح علي النعيمي من البادية إلى الوزارة - العلم نور

جديد

{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }

الاثنين، 7 يناير 2019

قصة نجاح علي النعيمي من البادية إلى الوزارة



قصة نجاح علي النعيمي من البادية إلى الوزارة 


الناجحون والمشاهير دائماً وراء نجاحاتهم دوافع قوية للنجاح، وهذه الدافعية هي التي تشكل لديهم قوة عزم وإصرار وتدفعهم لتحقيق المزيد من النجاحات، تضعهم في دوامة من الحركة فيما عرفه الخبراء بال momentum أي الحركة الدائمة لتحقيق المزيد بدرجة تمنعهم من التوقف لأخذ الراحة! فما أن يبدأوا بتحقيق نجاح حتى تدفعهم نفسهم الطموحة المثابرة لتحقيق نجاح آخر وهكذا يبقون في دوامة العمل المستمر.

وبطلنا لهذا اليوم هو من تلك النوعية التي كانت حياته من النوع الحافل بلحظات النجاح المستمر والحركة الدائمة والتي لا تتوقف.

وُلِد علي إبراهيم النعيمي في عام 1935م في المنطقة الشرقية وترعرع وسط عائلة بسيطة من البدو كانت تبحث عن قوت يومها وسط المراعي، لاحت له فرصة العمل في شركة أرامكو السعودية وهو لم يتجاوز الثانية العشرة.

عمل في بداياته كمراسل ينقل الورق من مكتب لآخر، ثم شاءت الأقدار أن يلتحق بمدرسة الجبل التابعة لأرامكو ليكمل تعليمه الثانوي.

كانت النقطة الفارقة في حياته حين كان يتابع عمله كمراسل في الصحراء، ويومها شعر بعطش شديد فاتجه إلى برادة الماء الوحيدة الموجودة في الموقع بجانب خيمة المهندسين، لكن المهندس المسئول شاهده ونهره قائلاً له: إن هذه البرادة للمهندسين فقط! غضب الشاب علي وأسرها في نفسه، لكن ذلك الغضب والغيظ تحول إلى دافع له ليكمل دراسته.

تم اختياره من قبل رؤسائه في أرامكو لمتابعة عدة دورات في الخارج وكان ذلك عام 1956م ، ثم تم ابتعاثه للدراسة في أمريكا وهناك حصل على شهادة البكالوريوس في الجيولوجيا من جامعة لاهاي عام 1962م، ثم درجة الماجستير من جامعة ستانفورد عام 1963م.

عاد النعيمي من دراسته شغوفاً بالعمل تواقاً للمجد، وما أن مارس عمله حتى توالت الترقيات، فمن ناظر مساعد إلى ناظر ثم مدير، وفي عام 1975 تم تعيينه نائباً للرئيس لشؤون الإنتاج وحقن الماء.

وفي عام 1982 تم تعيينه نائب الرئيس التنفيذي للأعمال، ولكن لحظات المجد في حياة هذا الرجل لم تتوقف، إذ أنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه حين تم تعيينه كأول سعودي يصبح رئيساً لشركة أرامكو السعودية في عام 1984م .

ويوما حين أصبح مديراً تحته قسم المهندسين، جاءه أحد المهندسين ليطلب إجازة، نظر النعيمي في عيني المهندس ملياً فعرفه لأنه إن ينسى فلن ينسى حادثة برادة الماء المحفورة في ذكرته، قال المهندس لمديره النعيمي: أتمنى أن تنسى ما حدث عند برادة الماء! لكن علي ابتسم وقال:

كيف أنسي تلك الحادثة فلولا ما حدث ما كنت وصلت إلى ما وصلت اليه! ثم وقع الإجازة وصرف المهندس.

 
 


 
ثم أصبح علي إبراهيم النعيمي وزيراً للبترول والثروة المعدنية في عام 1995م .


حصل الوزير علي النعيمي في حياته على 5 شهادات دكتوراه فخرية واحدة من جامعة هاريوت –واط في اسكتلندة (1995)، وشهادة دكتوراه من جامعة بكين الصينية وأخرى من جامعة العلوم والتقنية في بولندا، ومن جامعة سيؤول الوطنية (كوريا) عام 2008م ، وأخيراً من جامعة لاهاي في بنسلفانيا عام 2012م .

جمع الوزير علي النعيمي مذكراته في كتاب أطلقه في عام 1916م  بعدما انتهت فترة وزارته، وأطلق عليه اسم (من عالم البادية إلى النفط) حيث كتب مذكراته من نشأته إلى الوزارة.

من أقوال النعيمي حين تم ترشيحه لجائزة الدكتوراه الفخرية: (أشعر أن الله كرّمني حتى ولو لم أحصل على أي شهادة دكتوراه، كما أن خدمتي لوطني وارتياح المسؤول عن أدائي هو في حد ذاته أكبر شهادة اعتز بها).

قال أيضاً: (كل عمل يؤدى على أكمل وجه ويعطي الاحترام الكامل من أي انسان مهما كان عمله سواء كان مراسلاً أو سباكً أو دكتوراً...فلا بد أن يجني ثمار إخلاصه بنجاحات مدوية).

قصة هذا الرجل العصامي تستحق أن تدرس في مناهج الدراسة، لأن قصته مليئة بالطموح والشغف والإصرار والعزيمة وهي جل ما يحتاجه طلابنا اليوم. 




وختاما نتمنى أن يكون الموضوع نال إعجابكم ونهلتم منه الفائدة المرجوة... بالتوفيق للجميع ...^_^


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق